وبعيدها واختلف في حد الجوار فعن علي رضي الله عنه من سمع النداء فهو جار وقيل من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار وعن عائشة حق الجوار أربعون دارا من كل جانب وقيل لأعرابي النجدة يا جاري فقال نعم جوار ورب الكعبة قال القرطبي يطلق الجار ويراد به المجاور في الدار وهو الأغلب وهو المراد من الحديث ولا يغيب عنا أنه إذا أكد حق الجار مع الحائل بين الشخص وبينه فإنه يكون آكد حق من لا حائل بينه ولا جدار كالزوجة والخدم في المنزل والزملاء في العمل بل قال ابن أبي جمرة ينبغي أن يراعى حق الحافظين اللذين يكتبان على الإنسان أعماله فإنه يؤذيهما إيقاع المخالفات وللجار مراتب بعضها فوق بعض فقد أخرج الطبراني مرفوعا "الجيران ثلاثة جار له حق وهو المشرك له حق الجوار وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام وجار له ثلاثة حقوق وهو مسلم له رحم له حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم" وروى البخاري عن عائشة قالت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال "إلى أقربهما منك بابا"
وتفترق الحال في حق معاملة الجار باختلاف الصلاح وغيره ويشمل جميع الأنواع أن تعامله بطلاقة الوجه وإرادة الخير والموعظة بالحسنى والدعاء له بالهداية وترك الإضرار به أما حق الجار الصالح والتوصية به فقد وردت بها أحاديث كثيرة وأشملها ما أخرجه الطبراني "قالوا يا رسول الله ما حق الجار على الجار قال إن استقرضك أقرضته وإن استعانك أعنته إن مرض عدته وإن احتاج أعطيته وإن افتقر عدت عليه وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته وإذا مات اتبعت جنازته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فاهد له وإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا تخرج بها ولدك ليغيظ ولده"