٤ - عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته -تعني بالليل -فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة"
-[المعنى العام]-
خاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) كان ذلك في أوائل البعثة، فصدع صلى الله عليه وسلم بأمر ربه فكان يقوم نصف الليل أو يزيد وصلى أصحابه قيام الليل سنة ثم أنزل الله التخفيف في آخر سورة المزمل ولما فرضت الصلوات الخمس حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل بقدر أخف مما قبل فكان يصلي في كل ليلة عددا تراوح بالاستقراء -بين سبع ركعات منها ركعة الوتر وبين ثلاث عشرة ركعة منها ركعة الوتر واقتدى الصحابة به لكن بعضهم كان يزيد وبعضهم كان ينقص لما علموا أن صلاة الليل سنة وتطوع لكن أغلب ما كان عليه صلى الله عليه وسلم صلاة إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى ويختم بواحدة وكان أحيانا يختم بثلاث بتسليمة واحدة وأحيانا يصلي أربعا أربعا ثم ثلاثا وأحيانا صلى ثمانيا بجلسة واحدة لا يسلم ثم يقوم التاسعة ويسلم وكل هذه الأحوال لبيان الجواز وكان أكثر أحواله صلى الله عليه وسلم أن ينام أول الليل ويحيي آخره، لما في ذلك من فضل الثلث الأخير من الليل إذ تنزل فيه الرحمات ولبيان الجواز صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل في أوقات