٥ - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال:"اللهم إن كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون"
-[المعنى العام]-
في سنة ثمان عشرة من الهجرة قحط الناس واشتد الجدب وأغبرت الأرض من عدم المطر حتى سمي ذاك العام بعام الرمادة وبعد تسعة أشهر من انقطاع المطر خرج عمر بالناس إلى المصلى للاستسقاء وطلب السقيا والمطر من الله ولقد شهد عمر استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب الناس من رسول الله أن يطلب لهم السقيا من ربه لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاب الدعاء وما كان ينتهي من الدعاء حتى تمطر السماء فمن من الأمة بعد رسولها يقوم بهذا الدعاء إن عمر معروف بالتواضع وهضم النفس ولن يتقدم ليقوم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستسقاء وهو يعرف فضيلة العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله يدعو وتؤمنون ثم قال للعباس قم فاستسق لنا ورفع عمر يديه إلى السماء يقول: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا يدعوك ونؤمن فاسقنا يا أكرم الأكرمين وتقدم العباس يرفع يديه إلى السماء يدعو ربه ويقول: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبال وفتحت السماء بالمطر كأفواه القرب وأخصبت الأرض وعاش الناس في رخاء