٢٨ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
-[المعنى العام]-
يقول الله تعالى {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} ويقول {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء} ويقول {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون.}
آيات كثيرة تؤكد أن الله يربي الصدقة ويضاعفها لصاحبها أضعافا تزيد على سبعمائة ضعف.
وهذا الحديث الشريف يصور الزيادة والتكبير للصدقة بأن تصبح التمرة مثل الجبل، التمرة التي تزن درهما أو دراهم معدودة تعظم حتى يصبح وزنها في ميزان الحسنات عند الله وزن الجبل، يربيها الله تعالى عنده لصاحبها كما يربي الرجل منا فطيم فرسه الذي يعتز به، يحميه من الآفات ويحتضنه ويحيطه بالعناية والرعاية حتى يصير فرسا كبيرا ويسابق فيسبق، ومثل هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون مثل أحد".
وعلى كل مسلم صدقة، غنيا كان أو فقيرا {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها -جاءتها امرأة فقيرة معها ابنتاها، فلم تجد في بيتها إلا تمرة واحدة، لم تستنكف أن تقدمها لها، فشقت المرأة التمرة نصفين أعطت كل بنت نصفا.