للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب العتق]

العتق في اللغة القوة من عتق الطائر إذا قوي على جناحيه وفي الشرع عبارة عن قوة شرعية في المملوك بإزالة الملك عنه والرق ضعف شرعي يثبت في المحل فيعجزه عن التصرفات الشرعية ويسلبه أهلية القضاء ونحوها والعتق من أرفع الأعمال عند الله حث الشارع وتشوف إليه فجعله كفارة الحنث في اليمين وكفارة للظهار وكفارة للجماع في نهار رمضان وحكم به في القتل الخطأ ثم حث عليه حيث لا موجب له قال صلى الله عليه وسلم أيما رجل أعتق امرءا مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار بل أوجب على من أعتق بعض عبد وهو موسر أن يعتق كله ثم حث الشحيح الحريص على المال أن يكاتب عبده فقال {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} ولم يكتف بالحث على الكتابة بل حث على مساعدته لأداء ما كاتب عليه {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} وجعلهم مصرفا من مصاريف الزكاة {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب .... } وكان عمر بن الخطاب يضرب بالدرة السيد الغني الذي يرفض مكاتبة عبده الراغب في الكتاب ثم فوق هذا وذاك أمر بحسن معاملة العبيد إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم وإذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه بل في الخطاب والحديث لا يقل أحدكم عبدي أمتي كلكم عبد الله وكل نسائكم إماء الله وليقل فتاي وفتاتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>