وهذا الحديث يتعارض ظاهره مع ما روي (قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن كذابا قال لا) ومع حديث (يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب) وأجيب بأن المراد لا يكون المؤمن الكامل المستكمل لأعلى درجات الإيمان كذابا حتى يغلبه الكذب لأن كذابا من أبنية المبالغة لمن يكثر الكذب منه ويتكرر حتى يعرف به قال الغزالي الكذب من قبائح الذنوب وليس حراما لعينه بل لما فيه من الضرر ولذلك يؤذن فيه حيث يتعين طريقا إلى المصلحة وتعقب بأنه يلزم أن يكون الكذب إن لم ينشأ عنه ضرر مباحا وليس كذلك ويمكن الجواب بأنه يمنع من ذلك حسما للمادة فلا يباح منه إلا ما يترتب عليه مصلحة
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - الترغيب في الصدق وتحريه والاعتناء به
٢ - التحذير من الكذب والتساهل فيه
٣ - أن الخير لا يؤدي إلا إلى خير أكثر غالبا
٤ - وإن الشر ينتج شرا أكبر
٥ - عدم الاستهانة بالقليل فمعظم النار من مستصغر الشرر.