هي سنة لمن أحبها أما من كرهها ورغب عنها فلا ويطرد ذلك من السلام وعيادة المريض قال ابن دقيق العيد والذي عندي أنه لا يمتنع من ذلك إلا مع من خاف منه ضررا فأما غيره فيشمت امتثالا للأمر ومناقضة للتكبر في مراده وكسرا لسورته في ذلك وهو أولى من إجلال التشميت
٤ - ومن عطس والإمام يخطب فإن التشميت يتعارض والأمر بالإنصات لمن سمع الخطيب فتعين تأخير التشميت حتى يفرغ الخطيب أو يشرع له التشميت بالإشارة
٥ - ومن كان عطاسه في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله كما إذا كان على الخلاء أو في الجماع ثم يحمد الله بعد الفراغ من ذلك فيشمت
٦ - ومعنى كون التثاؤب من الشيطان أنه الذي يزين للنفس شهواتها من امتلاء المعدة بكثرة الأكل فينشأ عنه التكاسل وقال ابن العربي كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته وقال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة أي إن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته لا إن المراد أن الشيطان هو الذي فعل التثاؤب
٧ - والتثاؤب مكروه وكراهته في الصلاة أشد منها في غيرها والمسلم مأمور بالأخذ من أسباب رده بوضع يده على فمه وبإطباق الشفتين وبزجر النفس وبعدم رفع الصوت لأن التثاؤب إذا وقع فلا يمكن رده وإنما يمكن تخفيفه بما ذكر أو المعنى إذا أراد أحدكم أن يتثاءب
٨ - أما ضحك الشيطان من المتثائب فمحمول على التنفير ويؤيد ذلك ما جاء عند ابن ماجه "فليضع يده على فيه ولا يعوي" فإن التعبير بيعوي الذي هو فعل الكلب استقباح وأي استقباح وقيل الضحك مجاز عن الرضا لأن التثاؤب دليل الغفلة عن ذكر الله ونتيجة لإغواء الشيطان على التوسع في الأكل وقيل الضحك على حقيقته فرحا بتشويه صورة الإنسان وخروجه عن اعتدال الهيئة وقد رجحه الشرقاوي وعلله بأنه لا ضرورة تدعو إلى