الرواية "بالقمقم" بكسر القافين وهو يابس البسر ويكون المعنى يغلي منهما دماغه كما يغلي القدر بالبسر اليابس ويكون قد شبه تحرك أجزاء رأسه الداخلة بتحرك البسر في الماء عند الغليان
-[فقه الحديث]-
قال الحافظ ابن حجر وقع التصريح بأن المراد من الرجل أبو طالب في حديث ابن عباس عند مسلم ولفظه "إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب" وسبب ذلك كما قال بعض العلماء أنه دافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعرض نفسه لمن أراد الرسول بسوء وكان يمدح ما جاء به إلا أنه كان يخشى العار إذا فارق ما كان عليه آباؤه مثبتا قدمه على ملتهم حتى قال عند الموت إنه على ملة عبد المطلب فهون الله عليه العذاب نظرا لقوة دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم في أيام ضعفه وسلط العذاب على قدميه خاصة لتثبيته إياهما على ملة آبائه من باب مشاكلة الجزاء للعمل واعترض هذا القول بأن حسنات الكفار تصير بعد الموت هباء منثورا ولهذا قيل إن التخفيف على أبي طالب بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له فقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه نعم يشكل عليه "فما تنفعهم شافعة الشافعين" وأجيب بأنه خصوصية لأبي طالب والنبي صلى الله عليه وسلم
ويفهم من هذا أن المراد من أهل النار ملازموها وهم الكفار ولا يشمل مرتكبي الكبائر من المؤمنين يدل لذلك ما رواه البخاري "أن الله يقول لأهون أهل النار أردت منك أهون من هذا أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي"