٦٣ - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه"
-[المعنى العام]-
يعظم النبي صلى الله عليه وسلم جريمة ثلاثة من عصاة المسلمين ويجعلهم أكثر العصاة بغضا إلى الله في الدنيا وفي الآخرة الأول الذي يفعل المعاصي ويرتكب الكبائر داخل الحرم المكي غير آية بقداسة ذلك المكان ولا بوعيد الله لمن ينتهك حرمته حيث قال {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} والثاني الذي يحيي شعائر الجاهلية وعاداتها وآثامها بعد أن قطع الله ذلك وأزاله بالإسلام الحنيف والثالث الذي يطلب القصاص من رجل ليس عليه ذنب هذا القصاص فهو يريد إهدار دم حرمه الله بغير حق وجدير بالمسلم أن يبتعد عما يغضب الله من هذه الأمور وغيرها
-[المباحث العربية]-
(أبغض) أفعل تفضيل بمعنى المفعول من البغض ومثله أعدم من العدم إذا افتقر قال في الصحاح وقولهم ما أبغضه إلى شاذ لا يقاس عليه والبغض من الله إرادة إيصال المكروه
(الناس) المراد بهم عصاة المؤمنين فهؤلاء الثلاثة أبغضهم إلى الله فلا يرد أن المشرك أبغض منهم جميعا
(ملحد) هو خبر مبتدأ محذوف تقديره أحدهم ملحد أي مائل عن القصد والإلحاد العدول عن القصد واستشكل عليه بأن مرتكب الصغيرة مائل عن القصد أيضا ودفع بأن هذه الصيغة في عرف الشرع تستعمل في الخروج عن الدين فإذا وصف بها المسلم كان المراد تعظيم الذنب ولذلك