للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليكم ويمنعونكم الحق الذي لكم قالوا يا رسول الله أنقاتلهم قال لا ما أقاموا الصلاة أكرهوا عملهم لا تنزعوا يدا من طاعة أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم كفوا واصبروا فإن من خرج على الإمام وعلى الجماعة أدنى خروج مات ميتة تشبه ميتة الجاهلية في بعدها عن الخير وعن رضوان الله تعالى

-[المباحث العربية]-

(شيئا) من أمور الدنيا أو من أمور الدين غير الكفر

(فإنه من خرج من السلطان) في الكلام مضاف محذوف أي من خرج من طاعة السلطان والفاء للتعليل واسم إن ضمير الشأن والجملة بعده خبر

(شبرا) أي قدر شبر وكني به عن أدنى معصية للسلطان

(ميتة) بكسر الميم بيان لهيئة الموت وحالته التي يكون عليها

(إلا مات ميتة جاهلية) إلا زائدة كما تدل على ذلك الرواية السابقة وقيل من للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي وإلا غير زائدة بل على معناها فكأنه قال ما فارق أحد الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية وقيل غير ذلك

-[فقه الحديث]-

لقد قصد النبي بقوله (إلا مات ميتة جاهلية) أنه يموت كأهل الجاهلية على التفرقة والضلال إذ كانوا لا يرجعون إلى طاعة أمير ولا يتبعون هدي إمام ولا يعتبرون بحديث أو نذير وليس المراد أنه يموت كافرا بل يكون عاصيا ويحتمل أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير وظاهره غير مراد كما قصد النبي بقوله (فارق الجماعة) الخروج عن طاعة الإمام أو الأمراء ونصب العداء لهم قال ابن أبي جمرة المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء وإنما حذر الشارع من ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>