يحدث عبادة بن الصامت أنه كان مما بايعهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى أن يسمعوا ويطيعوا له عليه السلام ولغيره من الحكام في جميع الأحوال إلا في حال وقوع الكفر الصريح من ولي الأمر الشرعي فلا سمع ولا طاعة وفيما عدا ذلك عليهم أن يمتثلوا وينقادوا لما يأمرهم به إمامهم في حال نشاطهم وحبهم للأمر وفي حال كسلهم وكراهتهم له وفي حال فقرهم وفي حال غناهم حتى لو استأثر الولاة بأمور الدنيا وحظوظها ولم يعطوهم منها فلا ينازعوهم في ولايتهم ولا يخرجوا من طاعتهم لما في ذلك من تصدع الأمة وتفرق كلمتها وسقوط هيبتها وسقوط هيبتها وقيام الفتن الداخلية الجالبة للشر الكثير ولذا أوصد النبي هذا الباب فأوجب السمع والطاعة لولاة الأمر ما أقاموا على شريعة الله وأحكام دينه القويم
-[المباحث العربية]-
(دعانا النبي فبايعناه) بإثبات ضمير الفعول في النسخ المعتمدة وفي رواية بإسقاط الضمير وفي أخرى "فبايعنا" بفتح العين أي دعانا صلى الله عليه وسلم إلى المبايعة فبايعناه والمراد عاهدناه ففيه استعارة تبعية
(فيما أخذ علينا) أي فيما عاهدنا عليه واشترك علينا الوفاء به وظاهر هذه العبارة أن عبادة لم يذكر هنا كل ما أخذه عليهم
(أن بايعنا) بفتح همزة أن وعين "بايعنا" والفاعل ضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم وأن مفسرة لجملة قال مع مفعولها المحذوف وهذا على رأي من لا يشترط في أن المفسرة أن تسبق بما فيه معنى القول دون حروفه وإلا فلنجعل أن زائدة والجملة بعدها بيانا لجملة "قال"
(في منشطنا ومكرهنا) بفتح الميم فيهما مصدران ميميان والجار والمجرور تنازعه كل من السمع والطاعة أي نسمع ونطيع في حال نشاطنا وحبنا للمأمور به كالسفر في جو معتدل إلى غزو قوم مضمون الظفر بهم