قال صلى الله عليه وسلم: اتخاذ البوق من فعل اليهود، فلا نتشبه بهم، قال بعضهم: نتخذ ناقوسا. قال صلى الله عليه وسلم: اتخاذ الناقوس من فعل النصارى، سكت صلى الله عليه وسلم قليلا يفكر. أليس النصارى أقرب الناس مودة للذين آمنوا؟ أليست المشابهة في عمل من أعمالهم أقل خطرا على المسلمين من مشابهة غيرهم؟ لم لا نتخذ ناقوسا حتى يأتي أمر الله؟ فأمر صلى الله عليه وسلم بصنع ناقوس. قال عمر: لم لا نبعث الآن رجلا عالي الصوت إلى مكان مرتفع، أو إلى باب المسجد فينادي بالصلاة؟ يجمع الناس لها، ورضي رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي عمر، فقال: يا بلال. قم وناد بالصلاة، فقام بلال فنادى: الصلاة جامعة.
وانصرف المسلمون إلى بيوتهم تلك الليلة، وهم مشغولون بما دار من حديث، ومنهم عبد الله بن زيد. قال: "انصرفت وأنا مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في منامي، وأنا بين النائم واليقظان، رجلا يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله. أتبيع الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى. فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله. حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما أصبح عبد الله بن زيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى، وكان الوحي قد نزل بالأذان، فقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد: إنها لرؤيا حق. قم مع بلال، فألق عليه ما رأيت فيؤذن به، فإنه أندى منك صوتا، وسمع عمر الأذان وكان قد رأى في منامه ما رأى عبد الله بن زيد، فخرج يجري يجر رداءه، فقال: يا رسول الله. والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل هذا.
-[المباحث العربية]-
(كان المسلمون حين قدموا المدينة) مهاجرين من مكة.
(فيتحينون الصلاة) أي يقدرون أحيانها، ليأتوا إليها، والحين الوقت والزمان.