ظن الصحابة أن التوجه إلى السماء بالوجه واليدين حين الدعاء مستحسن ومحبوب، لقوله تعالى {وفي السماء رزقكم وما توعدون} لأنها -كما قيل -قبلة الدعاء، كما أن الكعبة قبلة الصلاة، فكان بعضهم يرفع رأسه وبصره إلى السماء في الدعاء في الصلاة، ونهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك، لأنه ينافي الخشوع والخضوع المطلوب في الصلاة.
ويبدو أن بعض الصحابة خانته يقظته للنهي، فرجع إلى العادة، ورفع بصره إلى السماء بعد النهي المتكرر، مما أغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد، وخيرهم بين الانتهاء عن رفع الأبصار إلى السماء في الدعاء في الصلاة، وبين العمى وخطف الأبصار، فكان هذا التهديد الفظيع كافيا في الانتهاء وامتثال الشرع الحنيف.
-[المباحث العربية]-
(ما بال أقوام) في رواية مسلم "لينتهين أقوام" بفتح اللام والياء وسكون النون وفتح التاء وكسر الهاء وفتح الياء بعدها نون مشددة.
واللام فيه للتأكيد، وهو في جواب قسم مجذوف، وفي رواية للبخاري "لينتهين عن ذلك" بضم الياء وسكون النون وفتح التاء والهاء وضم الياء وتشديد النون، على صيغة المبني للمجهول، وذكر "أقوام" دون ذكر أسماء الفاعلين لئلا ينكسر خاطرهم، كما هي عادته صلى الله عليه وسلم في الستر عند النصيحة.
والبال الشأن، وهو خبر "ما" الاستفهامية.
(يرفعون أبصارهم إلى السماء) الجملة في محل جر صفة "أقوام" والمراد من السماء جهة العلو.