يطلق الكفر شرعا ويراد به سلب أصل الإيمان، والخروج عن ملة الإسلام ويطلق ويراد به كفر النعمة وجحودها. وبعض روايات حديثنا تميل إلى الإطلاق الأول، كروايتنا "فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب" وكرواية أحمد "يكون الناس مجدبين، فينزل الله عليهم رزقا من السماء من رزقه فيصبحون مشركين، يقولون: مطرنا بنوء كذا".
وبعض روايات حديثنا تميل إلى الإطلاق الثاني، كروايتي مسلم "ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب وبالكواكب". "ما أنزل الله من السماء من بركة، إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث فيقولون: الكواكب كذا وكذا" فقوله "بها" يدل على أنه كفر بالنعمة.
وعلى هذا ينبغي أن يقال: إن من قال: مطرنا بنوء كذا معتقدا أن الكوكب فاعل، مدبر، منشئ للمطر، كما كان بعض أهل الجاهلية بزعم فهو كافر، خارج عن الملة، ومن قال: مطرنا بنوء كذا، معتقدا أنه من الله تعالى وبرحمته، وأن النوء ميقات له وعلامة، فهذا لا يكفر، وإن كره هذا القول لأنها كلمة ترددت بين الكفر وغيره. والله أعلم.