فتخطاهم"، عقب باب "مكث الإمام في مصلاه بعد السلام" أي أن المكث المذكور محله ما إذا لم يعرض أمر مهم، يحتاج معه إلى القيام. وقد سارع النبي بعد فراغه من صلاته إلى قسمة المال بنفسه، كما ورد في رواية أبي عاصم "فقسمته" أو أمر بتقسيمه وتوزيعه، كما في الرواية التي معنا.
-[ويستفاد من هذا الحديث أمور: ]-
١ - إباحة التخطي لرقاب الناس للحاجة التي لا غنى عنها، كرعاف وحرقة بول، وما أشبه ذلك.
٢ - جواز السرعة للحاجة المهمة، وأن من وجب عليه فرض فالأفضل مبادرته إليه.
٣ - أن عروض التفكير أثناء الصلاة في أمر أجنبي عنها لا يفسدها ولا ينقص من كمالها، وهذا المأخذ معتمد على أن تذكر التبر كان في الصلاة ويؤيده رواية "ذكرت وأنا في الصلاة".
٤ - جواز إنشاء العزم في أثناء الصلاة على الأمور الجائزة من وجوه الخير وذلك لا يبطل ولا ينقص من كمالها.
٥ - جواز الإنابة للغير في فعل الخير مع القدرة على المباشرة، أخذا من رواية "فأمرت بقسمته"، أما رواية "فقسمته" فيؤخذ منها إطلاق الفعل على ما يأمر به الإنسان.
٦ - استنبط منه ابن بطال أن تأخير الصدقة يحبس صاحبها يوم القيامة في الموقف، لقوله صلى الله عليه وسلم "فكرهت أن يحبسني" أي يمنعني في الآخرة.
٧ - أن المصلي ينبغي أن يتخلص من كل ما يشغل قلبه عن كمال التوجه والإقبال على الله، وذلك من قوله أيضا "فكرهت أن يحبسني" أي يشغلني التفكير فيه عن كمال الصلاة.
٨ - أن على الإمام أن يقطع الوسواس، ويزيل الشكوك وأسباب الخوف عمن حوله، إذا رأوه غير المألوف لهم.