لحضور الصلاة، وأكد على المسلمين أن يقيموا هذه السنة، فعبر عنها بصيغة الوجوب واللزوم، لأنها من الشريعة بمكانة عظمى، ومتأكدة أشد التوكيد كما رغب صلى الله عليه وسلم في استعمال السواك لنظافة الفم والأسنان، واستعمال الطيب للثياب والأبدان، حتى يظهر المسلمون في اجتماعهم مثلا كريما للنظافة وطيب الرائحة، وحتى لا تنبعث منهم الروائح الكريهة، فيؤذي بعضهم بعضا وتتأذى منهم الملائكة، وهكذا يتأكد ما تقرر من أن الإسلام دين النظافة ودين الألفة والمودة، ودين الحس المرهف، والأخلاق والسلوكيات العالية.
-[المباحث العربية]-
(أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) أي أقر وأثبت، وعبر بلفظ "أشهد" للتأكيد وأنه متثبت مما يقول. وجملة "قال" مسبوكة بمصدر من غير سابك والمصدر مجرور بحرف جر، والتقدير: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال أي بقوله: "الغسل يوم الجمعة واجب ... ".
(على كل محتلم) أي بالغ، وعبر عن البلوغ بالاحتلام، وإن كان يحصل بغيره، كالإنزال دون احتلام، أو بالسن، لأنه الغالب، وهذا الوصف يشمل الرجال والنساء، ويخرج الصبيان.
(أن يستن) أي يدلك أسنانه بالسواك ونحوه، والمصدر من أن والفعل معطوف على الغسل، والتقدير: الغسل والاستتان يوم الجمعة واجبان على كل محتلم.
(وأن يمس طيبا) بفتح الميم على الأفصح، والمس أخف حالات اللمس والطيب كل ذي رائحة عطرة.
(إن وجد) يحتمل أن يكون متعلقا بقوله "وأن يمس طيبا" فقط، فيكون التقدير إن وجد الطيب مسه، ويحتمل أن يتعلق به وبقوله "وأن يستن" فيكون التقدير: إن وجد السواك والطيب فعل، والأول أولى، لأنه الذي يتعذر، أما السواك فلا يتعذر غالبا، ثم رواية مسلم "ويمس من الطيب ما يقدر عليه" تؤكد هذا المعنى.