للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا أيام العشر" وفي حديث ابن عمر "ليس يوم أعظم عند الله من يوم الجمعة ليس العشر"

وزعم بعضهم أن ليالي عشر رمضان الأخيرة أفضل من ليالي عشر ذي الحجة لاشتمالها على ليلة القدر قال الحافظ ابن رجب وهذا بعيد جدا وقال آخرون أن عشر ذي الحجة أفضل لأنه لو صح حديث أبي هريرة المروي في الترمذي بلفظ "قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" لكان صريحا في تفضيل لياليه على عشر رمضان فإن عشر رمضان فضل بليلة واحدة وهذا جميع لياليه متساوية والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء أن مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها ولا ريب أن صيام رمضان أفضل من صوم العشر لأن الفرض أفضل من النفل من غير تردد وعلى هذا فكل ما فعل من فرض في العشر فهو أفضل من فرض فعل في غيره وكذا النفل ولا يكون النفل في عشر ذي الحجة أفضل من فرض في غيره وهذا موجز ما قالوا

وإنما قال الصحابة المستمعون إلى رسول الله "ولا الجهاد؟ " لأنهم استبعدوا أن يكون الجهاد فيها أفضل منه في غيرها لأن الجهاد في غيرها لا يخل بالحج بخلاف الجهاد فيها فإنه قد يخل بالحج فكان الذي يخطر بالبال أن الجهاد في غيره أفضل فبين لهم النبي أن الجهاد فيها أفضل أيضا إلا في الحالة التي استثناها وهي جهاد من خرج يكافح بنفسه وماله فلم يرجع بشيء أصلا ويبقى الاستفسار عمن خرج بهذه الصفة وعاد بهذه الصفة في الأيام العشر أليس عمله هذا فيها أفضل منه في غيرها والجواب نعم ويصير هدف الحديث: بيان أفضل الأعمال وأفضل الأوقات والأولى حمل سؤالهم "ولا الجهاد؟ " على أنهم يفهمون أن الجهاد نفلا أفضل من أي نفل وفرضا أفضل من أي فرض فيكون مراد السائل ولا الجهاد في غيرها أفضل من غيره فيها؟ ويكون جواب الرسول: ولا الجهاد في غيرها أفضل من غيره فيها إلا رجل خرج في غيرها يخاطر بنفسه إلخ فهو أفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>