وقد روى البخاري عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه فجعل اليمين شمالا والشمال يمينا فصلى ركعتين
وكأنه صلى الله عليه وسلم بهذا التحويل يتفاءل بتحول الحال من القحط إلى المطر
وفي بعض الروايات أنه خرج صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر وخطب ودعا
وقد اختلف الفقهاء في تقديم خطبتها على الصلاة والجمهور على تقديم الصلاة كما اختلفوا في كيفية صلاة الركعتين هل هما كركعتي الصبح أو كركعتي العيد يكبر فيهما؟ واختلفوا في استحباب الخروج أو صلاتها في المسجد الجامع وفي وقتها والراجح أنه ليس لها وقت معين، وكذا في الاجتزاء بصلاة الجمعة عن صلاة الاستسقاء لكن الأفضل الخروج وبخاصة إذا لم يتسع مسجد واحد للراغبين في الاستسقاء
والأصل أن يؤم الإمام المسلمين في الاستسقاء كغيرها من الصلوات لكن عمر تواضع -كما هو شأنه -والتواضع في مثل هذا الوقت ألزم واختار العباس لقرابته للنبي صلى الله عليه وسلم وتقدير رسول الله صلى الله عليه وسلم له وكان من دعاء العباس في ذلك اليوم اللهم لم ينزل البلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرسلت السماء ماءها مثل أفواه القرب حتى أخصبت الأرض
٢ - أن الاستشفاع يكون بالأحياء يقدمون فيدعون ويدعو الناس بدعائهم دون الأموات إذ لو صح لاستشفع عمر واستسقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمع المسلمون عمر يقدم العباس وأقروه ولم يعترض عليه أحد.