للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعلم أنه قائد المسلمين وإمامهم وحاكمهم ونبيهم وتخيلت ما تسمع عن الملوك والأمراء وما يحيط بهم من هيبة وحشم وحراس وبوابين فأخذها الفزع والخوف أخذتها شدة مثل الموت فقيل لها: لا تخافي فهو سمح كريم حريص على المسلمين رءوف رحيم بهم قيل لها تعالى إليه تعتذرين له عن جفوتك في ردك عليه وسارت تقدم رجلا وتؤخر أخرى حتى وصلت إلى بيته صلى الله عليه وسلم ولم يسبق لها أن عرفته فلما قيل لها هذا بيته عجبت لم تجد عند بابه حاجبا ولا بوابا سبحان الله إذن تستطيع أن تطرق الباب وأن تدخل دون أن تمنع أو توقف على الباب لقد طرقت فأذن لها فدخلت وهي ترتجف وهدأ صلى الله عليه وسلم من روعها قالت معذرة فإني لم أعرفك قال: دعي الاعتذار فأنا لم أغضب من لهجتك وإنما أسفت لعدم استجابتك ولعدم صبرك قالت: صبرت وأصبر الآن قال: ليس ذلك هو المطلوب من كامل الإيمان إنما الصبر الكامل المستحق للأجر الوافر هو الصبر عند أول نزول الصدمة {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} و {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}

-[المباحث العربية]-

(بامرأة تبكي عند قبر) البكاء يطلق على دمع العين وعلى ما يصاحب ذلك من رفع الصوت والنواح والثاني هو المراد هنا لأنه لا اعتراض شرعا على الأول ولم يقف العلماء على اسم المرأة ولا على صاحب القبر غاية الأمر أنه ورد في صحيح مسلم ما يشعر أن الميت كان ولدها ففيه "تبكي على صبي لها"

(اتقي الله واصبري) في فائدة ذكر "اتقي الله" قال القرطبي: الظاهر أنه كان في بكائها قدر زائد من نوح أو غيره اهـ أي خافي الله في عملك هذا قال الحافظ ابن حجر يؤيده رواية "فسمع منها ما يكره فوقف عليها" وقال الطيبي قوله "اتقي الله" توطئة لقوله "واصبري" كأنه قيل لها خافي

<<  <  ج: ص:  >  >>