وعلى كل لم يثبت أنهما أتيا ما يلامان عليه، فليس في الحديث دليل على إثبات حكم، أو نفيه، لأن ما سكت عنه الراوي لا يستدل به على نفي أو إثبات. والله أعلم.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - اتخاذ المسجد مكانا لدراسة العلم والوعظ.
٢ - استحباب التحليق في دروس العلم ومجالس الذكر، لأن ذلك أدعى إلى القرب من المعلم والقائد.
٣ - وأن من سبق إلى مكان في الحلقة أو في المسجد كان أحق به.
٤ - استحباب القرب من المعلم للتبرك، وللمناقشة، وللتمكن من السماع.
٥ - سد الخلل والفرجة في حلقة العلم، كما ورد الترغيب في سد خلل الصفوف في الصلاة.
٦ - جواز التخطي لسد الخلل ما لم يؤذ، فإن خشي استحب الجلوس حيث ينتهي، كما فعل الثاني، قاله الحافظ ابن حجر، والتحقيق أن الحديث لا يشير إلى ذلك، وإن كان هذا الحكم صحيحا، فقد تكون الفرجة في الحلقة الخارجية إن كانت هناك حلقات، على أن ظاهر الحديث أنها كانت حلقة واحدة، وإلا لقال "فرأى فرجة في إحدى الحلقات ... ".
٧ - وفيه الثناء على من زاحم في طلب الخير. قاله الحافظ ابن حجر أيضا. وليس في الحديث إشارة إلى المزاحمة.
٨ - فضيلة الاستحياء من الانصراف عن باب الخير ودرس العلم، أو من المزاحمة في الحلقات، والثناء على المستحي.
٩ - استحباب الجلوس حيث ينتهي المجلس.
١٠ - ذم من سنحت له فرصة الخير والعلم فانصرف عنها، وهو