للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ما أمرتكم) "ما" موصولة، والعائد محذوف، تقديره: ما أمرتكم به.

(لا يحل مني حرام) بكسر حاء "يحل" والمعنى: لا يحل شيء مني حرم علي، ورواية مسلم "لا يحل مني حراما" بالنصب على المفعولية، لكن بضم ياء "يحل" وكسر حائها، وفاعلها محذوف، تقديره: لا يحل طول المكث مني شيئا حراما.

-[فقه الحديث]-

موضوع حديث جابر هذا هو موضوع الحديث السابق، غير أنه نص فيه على أن الإهلال كان بالحج مفردا، وهذا النص يتعارض مع رواية عروة عن عائشة "فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بحج" وقد ضعف بعض المحدثين رواية عائشة، واعتمدوا رواية جابر، وجمع بعضهم بأن رواية جابر "أهلوا" ليس فيها نص على إجماعهم على الإفراد، فيحتمل أن كلامه عن البعض الذي كان حوله، قال النووي: والصواب الذي نعتقده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنا، لأنه لم يؤثر أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر في تلك السنة بعد الحج، ولا شك أن القران أفضل من الإفراد الذي لا يعتمر في سنته، وإنما أمرهم صلى الله عليه وسلم بالتقصير دون الحلق لأنهم كانوا سيهلون بعد قليل بالحج، فأخر الحلق ليتوفر الشعر، لأن بين دخولهم وبين يوم التروية أربعة أيام فقط.

-[ويؤخذ من الحديث: ]-

١ - سؤال المتعلم وتعجبه إذا لقي أمرا غريبا عليه.

٢ - ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من تطييب قلوب أصحابه وتلطفه وحلمه عليهم.

٣ - فيه دليل للقائل بأن من اعتمر فساق هديا لا يتحلل من عمرته حتى ينحر هديه يوم النحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>