اختصاص لذلك بنهار دون ليل، كقوله تعالى {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا} وذلك لأن المتحدث عنه الإمساك ليلا لا نهارا.
(يطعمني ربي) الجملة في محل النصب خبر "أبيت": أو حال على جعلها تامة.
(فلما أبوا أن ينتهوا)"أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول "أبوا".
(واصل بهم يوما ثم يوما) ظاهره أن مدة المواصلة كانت يومين، وقد صرح بذلك في رواية أخرى، وتعبيره هذا يفيد من التراخي الذي يتناسب مع طول أيام الوصال على الصائمين ما لا يفيده التعبير بيومين، وهذا سر التعبير بثم.
(ثم رأوا الهلال) هلال شهر شوال لأن الوصال كان في آخر رمضان.
(لو تأخر لزدتكم) فاعل تأخر يعود على الهلال. وكأن الهلال بدا بعد تسع وعشرين من رمضان، فتمنى أن لو كمل رمضان ثلاثين يوما ليواصل بهم، ومفعول "زدتكم" الثاني محذوف تقديره: لزدتكم وصالا.
(كالتنكيل) هذا من كلام الراوي، والمشبه مفهوم مما قبله أي هذا القول من الرسول صلى الله عليه وسلم كالتنكيل والزجر والمعاقبة.
(فاكلفوا) بدون همزة من الثلاثي من باب علم يقال: كلف بالأمر إذا أولع به. وحكى القاضي عياض أن بعضهم قاله بهمزة قطع وكسر اللام، قال: ولا يصح لغة، والمعنى هنا: فتكلفوا ما تطيقونه: وكلمة "ما" موصولة "وتطيقون" صلة: والعائد محذوف، والفاء في "فاكلفوا" أفصحت عن شرط تقديره: إذا تبين لكم إجهاد الوصال ومشقته فتكلفوا ما تطيقون.
-[فقه الحديث]-
سبب هذا النهي ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل، فواصل الناس فشق عليهم، فنهاهم رحمة بهم، وإبقاء عليهم، وحفظا على سلامة أبدانهم