للنساء دور في الحياة ولهن دور في الجهاد إذا لم يكف الرجال لقد خلق الله المرأة ناعمة الملمس رقيقة الإحساس ضعيفة الأعصاب لينة العظام وكل تلك الصفات لا تتناسب مع الضرب بالسيف ولا الطعن بالرمح ولا الرشق بالنبل فضلا عن أن وقوعها في الأسر قد يلحق بالمسلمين أذى في أعراضهم ويطعن في كرامتهم ولهذا اقتصر خروج النساء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته على الضرورة والضرورة تقدر بقدرها لقد كان المسلمون في قلة وقيام المرأة بحراسة الأمتعة وبنقل الماء إلى الجنود وبمداواة الجرحى ورعايتهم يوفر عددا من الرجال يمكن الإفادة بهم في القتال فلذلك سمح رسول الله صلى الله عليه وسلم باستصحاب بعض النساء في الغزوات بلغن أقصى ما بلغن في بعض الغزوات خمسا ولما جاءت أم كبشة تستأذن في الخروج سادسة لم يأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها لا لئلا يقول الناس إن محمدا يغزو بالنساء ولما سألت عائشة عن الجهاد للنساء قال لها صلى الله عليه وسلم أفضل جهادكن الحج والعمرة ولما سألت خطيبة النساء أسماء بنت يزيد الأنصارية رسول الله صلى الله عليه وسلم شاكية أن الرجال فضلوا على النساء بالجهاد وإذا خرجوا حفظ النساء لهم أموالهم وقمن على رعاية أولادهم سألت أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله قال نعم
وقد أخرج البخاري هذا الحديث تحت باب جهاد النساء وهو صريح في أن جهادهن اقتصر على حمل الماء وسقي الجنود ومثل ذلك ما جاء في حراسة الأمتعة ومداواة الجرحى وقد جاءت في الغنائم أكسية نسائية فوزعها عمر على نساء المدينة فأعطى كل واحدة ثوبا وبقي ثوب زائد فأراد أحد الجالسين أن يكرم به زوجة عمر أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فآثر عمر عليها أم سليط الأنصارية التي أيدت الإسلام باشتراكها في بعض الغزوات بسقي الجنود