٣٣ - عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
-[المعنى العام]-
لما خلق الله السموات والأرض وخلق القمر وقدره منازل وجعل الشمس ضياء وربط النهار بالشمس والليل بغيابها وجعل الليل والنهار يوما وربط الشهر بالقمر وبمنازله فإذا تمت دورته في منازله وعاد إلى المنزل الأول كان الشهر ويقطع هذه المسافة في تسعة وعشرين يوما ومائة وواحد وتسعين جزءا من ثلاثمائة وستين جزءا أي ما يزيد قليلا عن نصف يوم فمجموع أيام السنة القمرية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وأحد عشر جزءا من ثلاثين جزءا
وربط أول الشهر العربي شرعا برؤية الهلال وكانوا من غير الشريعة يجعلون شهرا تسعة وعشرين يوما وشهرا ثلاثين يوما فالمحرم في اصطلاحهم ثلاثون يوما وصفر تسعة وعشرون يوما وهكذا إلى آخر السنة القمرية
وشرع الله على لسان إبراهيم وإسماعيل أربعة أشهر من كل عام يحرم فيها القتال ويسالم الناس بعضهم بعضا حتى يمر الرجل فيها على قاتل أبيه أو ابنه أو أخيه فلا يقربه بسوء وحددت هذه الأشهر بالمحرم ورجب وذي القعدة وذي الحجة ومع أن العرب لم يبعث فيهم رسول منذ إسماعيل إلى محمد عليهما السلام لكنهم التزموا بحرمة أشهر أربعة غير أنهم كانوا إذا جاء شهر حرام وهم محاربون أحلوه وحرموا مكانه شهرا آخر فيستحلون المحرم ويحرمون صفرا فإن احتاجوا أحلوه وحرموا ربيعا الأول وهكذا كانوا يفعلون حتى استدار التحريم على شهور السنة كلها وكانوا يعتبرون في