ويحبس في الأعراف أهـ لكن هذا الاحتمال لا يتمشى مع مذهب أهل السنة القائلين بدخول جميع الموحدين الجنة
وأقرب التوجيهات للقبول أن تحريم الجنة تحريم مؤقت أي حرمت عليه الجنة فترة من الزمن وهي التي يدخل فيها السابقون إلى الجنة والتي يعذب فيها الموحدون في النار على معاصيهم
وليس في الحديث بجميع رواياته ما يدل على تأييد تحريمها عليه
بقي إشكال قوله بادرني عبدي بنفسه فإن ظاهره يقتضي أن من قتل نفسه مات قبل أجله وأنه لو لم يقتل نفسه لتأخر موته عن ذلك الوقت لكنه بادر فتقدم وهذا الظاهر يتمشى مع مذهب المعتزلة أما أهل السنة فيقولون إن المقتول ميت بأجله
ولهذا يجيبون بأن المبادرة إنما هي من حيث التسبب في ذلك والقصد له والاختيار للمقدمات أما خروج الروح ففي أجله وأطلق على ذلك مبادرة لوجود صورتها وإنما استحق المعاقبة لأن الله لم يطلعه على انقضاء أجله فاختار هو قتل نفسه
وقال القاضي أبو بكر قضاء الله مطلق ومقيد بصفة فالمطلق يمضي على الوجه بلا صارف والمقيد مثاله أن يقدر لواحد أن يعيش عشرين سنة إن قتل نفسه وثلاثين سنة إن لم يقتل وهذا بالنسبة إلى علم المخلوق كملك الموت مثلا وأما بالنسبة إلى علم الله فإنه لا يقع إلا ما علمه أهـ
فمعنى الحديث بادرني عبدي بالنسبة لعلم المخلوقين لا في الحقيقة ونفس الأمر وعلم الله تعالى
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - تحريم قتل النفس وأن جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن الأنفس ملك لله ولا يتصرف فيها صاحبها إلا بما شرعه المالك جل شأنه