أخرج الطبري أن قائدا من بني إسرائيل أرسل النساء إلى عسكره وأمرهن أن لا يمتنعن من أحد فزنوا بهن فأرسل الله عليهم الطاعون فمات سبعون ألفا في يوم واحد وذكر ابن إسحاق أن الله أوحى إلى داود عليه السلام أن بني إسرائيل كثر عصيانهم فخيرهم بين ثلاث إما أن أبتليهم بالقحط شهرين أو العدو شهرين أو الطاعون ثلاثة أيام فأخبرهم فاختاروا الطاعون فنزل بهم عقوبة على عصيانهم
ولما كانت الأمة المحمدية معرضة للابتلاء نفسه لتعرض البعض للفساد والإفساد كانت هذه الوصية التي سبقت العالم والعلم الحديث الوصية بالحجر الصحي ومنع المرضى من الاختلاط بالأصحاء بمنع من هم في أرض الوباء من الخروج إلى أرض الأصحاء ومنع الأصحاء من الدخول إلى أرض الوباء حتى يمكن حصار المرضى فيعالج من يمكن علاجه ويقضي الله بما شاء على من أصيب
وفي ذلك تخفيف للبلاء وحصاره والحد من أضراره وأخطاره
فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
-[المباحث العربية]-
(الطاعون رجس) الطاعون على وزن فاعول من الطعن عدلوا به عن أصله الذي هو الطعن ووضعوه دالا على نوع خاص من الأمراض الوبائية وفي أعراضه وتحديد نوع مرضه قال صاحب النهاية الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان أهـ وهذا التعريف يصدق على كل الأمراض المعدية التي تنتقل عدواها عن طريق الهواء فهو تعريف غير محدد وقال الداودي الطاعون حبة أي ورم تخرج من الأرفاغ وفي كل طي من الجسد وقال عياض أصل الطاعون القروح الخارجة من الجسد أهـ وقال ابن عبد البر الطاعون غدة تخرج في