وقد وقع طاعون عمواس (بفتح العين والميم وحكي تسكين الميم) في الشام في المحرم وصفر سنة ثمان عشرة من الهجرة وخرج عمر في ربيع الأول يقصد الشام حتى إذا كان قريبا منها لقيه أبو عبيدة وكان أمير الشام وأشير على عمر بالرجوع فعزم على الرجوع فقال له أبو عبيدة أفرارا من قدر الله أي أترجع فرارا من قدر الله وفي رواية أمن الموت نفر إنما نحن بقدر لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فقال له عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيد أي لعاقبته كيف خفي عليك هذا نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله وفي رواية إن تقدمنا فبقدر الله وإن تأخرنا فبقدر الله ومقصود عمر أن هجوم المرء على ما يهلكه منهي عنه ولو فعل وهجم لكان من قدر الله فهما مقامان مقام التوكل ومقام التمسك بالأسباب فرجوع عمر فرار من أمر خاف منه على نفسه فلم يهجم عليه والذي فر إليه أمر لا يخاف على نفسه منه فالرجوع سد للذرائع وقد زعم قوم أن النهي عن الدخول للتنزيه وأنه يجوز الإقدام عليه لمن قوي توكله وصح يقينه وتمسكوا بما جاء عن عمر من أنه ندم على رجوعه والله أعلم