فقاتلا إنا هنا قاعدون ولكنا نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والذي بعثك بالحق لو خضت بنا هذا البحر لخضنا معك نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرا وسرورا ثم نظر إلى الأنصار ينتظر رأيهم وكان يتخوف أن لا يوافقوه لأنهم لم يبايعوه إلا على النصرة ممن يقصده لا أن يسير بهم إلى قتال العدو فقال له سعد بن معاذ مثل ما قال المقداد وزاد فكانت الثقة وكانت الشجاعة وكان الإقدام وكان النصر من عند الله
-[المباحث العربية]-
(المقداد بن الأسود) اسم أبيه عمرو بن ثعلبة الكندي ونسب إلى الأسود لأنه كان قد تبناه في الجاهلية
(مشهدا) أي موقفا مشاهدا مفعول شهدت
(لأن أكون صاحبه أحب إلي) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ وأحب خبره أي كوني صاحبه أحب إلي
(مما عدل به) عدل بضم العين وكسر الدال أي وزن والمعنى أحب من شيء يقابل به من الدنيويات وقيل من الأجر والثواب والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد وأن ابن مسعود كان يتمنى أن يكون صاحب هذا الموقف وأنه لو خير بين أن يكون صاحبه وبين أن يحصل له أي شيء آخر لفضل أن يكون صاحبه
(أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين) يوم بدر عندما استشار أصحابه في القتال بعد إفلات العير
(لا نقول كما قال قوم موسى) الكاف صفة لمصدر محذوف وما مصدرية أو موصولة أي لا نقول قولا مشبها قول قوم موسى أو مشبها الذي قاله قوم موسى
اذهب أنت وربك فقاتلا المخاطب موسى عليه السلام وقال ذلك بنو إسرائيل استهزاء واستهتارا وخذلانا