على عثمان ليتزوجها فيرفض عثمان الزواج صراحة وجرأة أخرى من عثمان لا حرج فيما تراه مصلحة لك وبخاصة في شريكة الحياة لم يأنف عمر من العرض ولم يأنف عثمان من الرفض وعرضها مرة أخرى على أبي بكر قال له: إن شئت ورغبت زوجتك حفصة بنت عمر وسكت أبو بكر لم يجب برفض أو قبول لكن الصمت في مثل هذه الحالة له دلالة النطق بل له دلالة الرفض يا للوجد والألم والغضب النفسي الذي أصيب به عمر حفصة وإن كانت ثيبا قد مات عنها زوجها خنيس متأثرا بجراح معركة بدر لكنها ما زالت شابة في سن العشرين وهي جميلة وهي ابنة عمر كيف يرفضها عثمان ويتأبى ويمسك عن قبولها أبو بكر أقرب الأصدقاء إلى عمر بل هو أخوه الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبينه حسرات نفسية تقطع أحشاءه وبخاصة من رفض أبي بكر
شكا عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض عثمان فكان في الجواب الشفاء وكان رد رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا وسلاما على قلب عمر قال له يتزوج عثمان من هي خير من حفصة وتتزوج حفصة من هو خير من عثمان وانتظر عمر الإيضاح فكان يتزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتزوج حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل بعد هذه البشرى سعادة لعمر وهل يستطيع كتمانها عمر لقد ذهب بها إلى أبي بكر يعتب عليه ويبشره لكن أبا بكر عاجله بالاعتذار إليه قال أعلم أنك تألمت وغضبت إذ سكت ولم أجبك حين عرضت علي حفصة وما منعني من القبول إلا أني كنت أعلم رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فلم أكن لأقبل ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أكن لأرفض لأنني لو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها وعرف عمر السبب فبطل العجب وعاد الصفاء بين الأصحاب
-[المباحث العربية]-
(تأيمت حفصة) بفتح التاء والهمزة والياء المشددة أي صارت أيما بالياء المشددة المكسورة وهي التي يموت زوجها أو تبين منه وتنقضي