بحجر من شدة الجوع ضربها الضربة الأولى وهو يستغيث ويستعين بربه ويقول بسم الله الله أكبر فكسر ثلثها فضربها الضربة الثانية وهو يقول بسم الله الله أكبر فكسر الثلث الثاني ثم ضربها الثالثة وهو يقول بسم الله الله أكبر فعادت رملا يسيل وينهال
وجاء الأحزاب وأحاطوا بالمدينة من فوقها ومن أسفل منها وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهرهم إلى جبل سلع والخندق بينهم وبين القوم وتم الحصار وحدث تراشق بالنبال وعبر سبعة من فرسان المشركين الخندق من ناحية ضيقة فتصدى لهم شجعان المسلمين فقتل من الفرسان اثنان وفر الباقون وطال الحصار واشتد الأمر بالمسلمين وزاغت منهم الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وجعل المنافقون يستأذنون ويقولون إن بيوتنا عورة تحتاج منا رعاية وحماية ويقولون فيما بينهم ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ونقلت إلى بيوت المدينة ضعاف النفوس وفكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يخذل عيينة بن حصن ومن معه ليرجع مقابل أن يعطي ثلث ثمار المدينة فرفض سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقالا كنا نحن وهم على الشرك لا يطمعون منا في شيء من ذلك فكيف نفعله بعد أن أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأعزنا بك نعطيهم أموالنا والله لا نعطيهم إلا السيف وسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء جماعة من الصحابة يقولون يا رسول الله هل من شيء تقوله لربك لقد بلغت القلوب الحناجر قال نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا وارسل من يخذل ويوقع بين صفوف المشركين وجاءت ليلة شديدة الريح والبرد والمطر وأرسل الله على الكفار ريحا عاصفة ما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته وقذف الله في قلوبهم الرعب فأسرعوا بالرحيل وعادوا من حيث أتوا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا