(ثم دعا بإناء من ماء) المقصود من مائها ففي رواية ثم قال ائتوني بدلو من مائها لأن المعجزة ستكون تكثير الماء وليس إنشاء الماء
(فتوضأ ثم مضمض) الظاهر أن المراد من الوضوء هنا معناه اللغوي أي غسل كفيه ومضمض
(ثم صبه فيها) أي ثم صب ماء في البئر
(فتركناها غير بعيد) أي تركناها زمنا يسيرا فغير بعيد صفة لزمن محذوف وليس لمكان محذوف أي زمنا غير بعيد بدليل رواية ثم قال دعوها ساعة
(ثم إنها أصدرتنا) أي رجعتنا وأعادتنا وأبعدتنا وصرفتنا عنها وقد روينا
(ما شئنا) قدر مشيئتنا ورغبتنا أي روينا حتى شبعنا وانتهت رغبتنا وانصرفت إرادتنا ومشيئتنا
(نحن وركابنا) الركاب الإبل التي يركب عليها والمراد ما يعم كل ما معهم من دواب
-[فقه الحديث]-
في عدد أهل الحديبية خلاف مبني على اختلاف الروايات فروايتنا أربع عشرة مائة وفي رواية للبراء نفسه أنهم كانوا ألفا وأربعمائة أو أكثر وفي رواية لجابر في البخاري أيضا كنا خمس عشرة مائة وقد جمع بينها بأن عددهم كان أكثر من ألف وأربعمائة ودون الألف والخمسمائة فمن قال أربع عشرة مائة ألغى الكسر ومن قال خمس عشرة مائة جبر الكسر
أما رواية عبد الله بن أبي أوفى وأنهم كانوا ألفا وثلاثمائة فهي محمولة على ما اطلع عليه هو واطلع غيره على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم أو العدد الذي ذكره جملة من ابتدأ الخروج من المدينة والزائد من تلاحقوا