للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي يا عبد الله بن قيس قلت لبيك رسول الله قال ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال لا حول ولا قوة إلا بالله

-[المعنى العام]-

عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إلى المدينة في ذي الحجة فأقام بها بضع عشر ليلة وكان أهل خيبر من اليهود قد نكثوا عهدهم وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمالئوا مع الأحزاب ضده صلى الله عليه وسلم كما فعل قريظة والنضير فكان لزاما تأمين الدعوة من غدرهم كما كان من العدالة تأديبهم

خرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم وصل إلى ديار خيبر ليلا وكان لا يغير على قوم حتى يصبح فلما أصبح وخرجت يهود إلى مزارعهم رأوا جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم فعادوا وتحصنوا بحصونهم فأقام النبي صلى الله عليه وسلم محاصرا إياهم بضع عشرة ليلة فأصابتهم مخمصة شديدة فخرجوا وبدءوا القتال وانتهى اليوم الأول دون نصر لفريق ومال كل إلى عسكره بعد الغروب فلما أصبح الصباح تقاتلوا حتى الغروب دون نصر ومال كل إلى عسكره فلما أصبح الصباح أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية أو اللواء لعلي بن أبي طالب ففتح الله به وكان النصر للمسلمين والتجأ اليهود إلى قصر من قصورهم وصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن يجلوا من خيبر وله الذهب والفضة والحلي ولهم ما حملت ركابهم على أن لا يكتموه شيئا ولا يغيبوا عنه في الأرض مالا لكنهم نكثوا ودفنوا كنوزا يخفونها فأطلعه الله عليها وأخرجها من خربة فعاقبهم بالنكث واستسلموا فسبى النساء والذرية وقرر إجلاءهم فقالوا دعنا في هذه الأرض نصلحها فأبقاهم عمالا بالأرض ليس لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>