ثانيتها: تدل على أن القرآن متشابه كله قال تعالى {لله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية ٢٣ من سورة الزمر
ثالثتها: تدل على أن القرآن بعضه محكم وبعضه متشابه قال تعالى {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} الآيتان ٧، ٨ من سورة آل عمران
ولما كان للإحكام معان متعددة لغة واصطلاحا وللتشابه كذلك حمل الإحكام في الآية الأولى على معنى الإتقان والقرآن كله بهذا المعنى محكم نظمت آياته نظما لا يطرأ عليه شيء يخل بفصاحته وبلاغته ثم إنه محكم كله من جهة المعاني ولا يلحقه تناقض ولا يوصف خبر منه بكذب وكل تشريع فيه منطو على مصلحة وحكمة
ولما كان للإحكام معان متعددة لغة واصطلاحا وللتشابه كذلك حمل التشابه في الآية الثانية على المعنى الأول فالقرآن كله متماثل من حيث كونه أحسن الحديث وكونه مثاني مكرر المواعظ والوعد والوعيد يزداد بتكرار تلاوته حلاوة بينما يمج كل حديث معاد
أما الآية الثانية وهي موضوع الحديث فهي التي خاض فيها العلماء
١ - فمنهم من قال: المحكم ما عرف المراد منه ولو بالتأويل والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور وهذا القول منسوب إلى الحنفية وجمهور أهل السنة فهم يمسكون عن الخوض فيها ويقفون عند اللفظ ويسلمون المعنى المتبادر ثم يفوضون المراد فيقولون الله أعلم بمراده
٢ - وبعضهم يقول المحكم الفرائض والحدود والحلال والحرام