ابن مسعود يقول كيف أقرأ عليك يا رسول الله القرآن وعليك أنزل وكيف أقرأ وأنت القارئ المبلغ ولم يكن دافع الرسول صلى الله عليه وسلم للطلب الاطمئنان على حسن الأداء بل كان حب السماع والرغبة في التدبر فقال إني أحب أن أسمعه من غيري فاقرأ صدع ابن مسعود للأمر وبدأ يقرأ سورة النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم مطرق ساكن يملؤه الخضوع والخشوع حتى أتى ابن مسعود على الآية رقم ٤١ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} أي ما أهول الموقف العظيم الذي تشهد فيه الجوارح على أصحابها {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}{وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} إن الموقف لا يحتاج شهودا لكن الشهود للفضيحة والإشهار والإذلال يأتي كل نبي فيشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ولكن المكذبين من أمته فعلوا كيت وكيت يأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيشهد على أمته كما يشهد الأنبياء ثم يشهد على الأمم السابقة بأن أنبياءهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة فلا عذر لمعتذر لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل محكمة عليا عادلة لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب وكيف يشهد العزيز عليه عنت الناس الحريص عليهم الرءوف الرحيم كيف يشهد شهادة تؤدي بكثير من البشر إلى النار إنه لموقف صعب يقطع القلب الرقيق والإحساس المرهف لقد بكى صلى الله عليه وسلم حين سمع الآية وتصور الموقف وأشار إلى ابن مسعود يقول له قف أمسك عن القراءة كف كف ونظر ابن مسعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى سيلا من الدموع تنحدر من عينيه على خديه صلى الله عليه وسلم
-[المباحث العربية]-
(اقرأ علي) المفعول محذوف أي اقرأ علي القرآن
(آقرأ عليك وعليك أنزل) الاستفهام للتعجب أي أتعجب من قراءتي على المنزل عليه وجملة وعليك أنزل جملة حالية وقدم المتعلق على الفعل للقصر