(قال الله تبارك وتعالى) هذا حديث قدسي، أوحي به لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث به عن ربه جل وعلا
(يؤذيني ابن آدم) قال القرطبي معناه يخاطبني من القول بما يتأذى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى وإنما هو من التوسع في الكلام والمراد أن من وقع منه ذلك تعرض لسخط الله
(يسب الدهر) الدهر الزمان جعل ظرفا للأمور وكانت عاداتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا بؤسا للدهر وتبا للدهر والجملة مستأنفة لبيان كيفية الإيذاء
(وأنا الدهر) الدهر بالرفع وفي الكلام مضاف محذوف أي أنا خالق الدهر وصاحبه ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر فمن سب الدهر عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعل فكأنه قال لا تسبوا الفاعل فإنكم إذا سببتموه سببتموني
(أقلب الليل والنهار) أي إن الدهر حادث بتقليب الليل والنهار ولا فعل له من خير أو شر
-[فقه الحديث]-
كان الكثيرون من أهل الجاهلية لا يؤمنون بإله ويقولون ما هي إلا حياتنا الدنيا وما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر فيعتقدون أن الدهر فاعل مدبر يسندون إليه الكوارث والنعم وكانت هذه الخرافات عقيدة لهم للجهل والبعد عن العلم فنعى القرآن عليهم بأنهم {ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون}
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - إبطال مذهب الفلاسفة الدهريين ومن وافقهم من مشركي العرب المنكرين للصانع