للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الجمع بين الحديث وما يعارض ظاهره

٤ - كيفية التفصيل إذا وجدت بعض الصفات

٥ - بيان الكفاءة في النكاح وصلتها بهذه الصفات

٦ - ما يؤخذ من الحديث وإليك التفصيل

١ - قال القرطبي معنى الحديث أن هذه الخصال الأربع هي التي يرغب في نكاح المرأة لأجلها فهو أخبار عما في الوجود لا أنه وقع الأمر بذلك بل ظاهره إباحة النكاح لقصد كل من ذلك لكن قصد الدين أولى فهو يبين العادة الجارية بين الناس ويوافق عليها ويقدم بعضها على بعض فالمال يعين الزوج عند الشدة وتستغني به المرأة عن مطالبة الزوج بما تحتاج إليه أو بما لا طاقة له بتحمله وقد يحصل له منها ولد فيعود إليه مالها والحسب يحفظ للرجل منزلة أدبية بين المجتمع الذي يعيش فيه وقد حمل عليه بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم" فكرهوا نكاح بنت الزنا وبنت الفاسق واللقيطة ومن لا يعرف أبوها والجمال يعف الزوج عن النظر إلى الغير ويشرح الصدر روى الحاكم "خير النساء من تسر إذا نظرت وتطيع إذا أمرت" والجمال مطلوب في كل شيء لا سيما في المرأة التي تكون قرينة وضجيعة هذا إذا لم يؤد الجمال إلى زهوها ودلالها وفساد أخلاقها أما الدين فهو سنام الصفات المبتغاة وهو اللائق طلبه من ذوي المروءات وأرباب الديانات لأن أثره عظيم وخطر فقده جسيم ولذا أرشد إليه صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه فعبر بالظفر الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار وبصيغة الطلب الدالة على الاهتمام بالمطلوب

٢ - نعم هناك مقاصد أخرى غير هذه الأربعة كالعاقلة والتي تحسن تدبير المنزل والمتعلمة والودود والولود والبكر وغير القريبة لضعف الشهوة وأما تزوجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت عمته فلبيان الجواز ولهدم قاعدة التبني وألا تكون ذات ولد من غيره إلا لمصلحة كما تزوج النبي أم سلمة ومعها ولد أبي سلمة للمصلحة وإنما اقتصر الحديث على هذه الأربعة لأنها هي

<<  <  ج: ص:  >  >>