وهي آراء متقاربة والعدد عليها لا مفهوم له بل المراد منه المبالغة في التكثير ولا يلزم من هذا إطراده في حق كل مؤمن وحق كل كافر فقد روي عن غير واحد من أفاضل السلف الأكل الكثير وفي الكافرين من يأكل القليل مراعاة للصحة أو رهبانية أو ضعفا في البنية وإنما المراد أن هذا هو الأعم الأغلب وأن الشأن في المؤمن التقلل والقناعة لاشتغاله بأسباب العبادة بخلاف الكافر ويؤيد ذلك ما رواه الطبراني عن ابن عمر قال "جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة رجال فأخذ كل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وأخذ النبي رجلا فقال له ما اسمك قال أبو غزوان فحلب له النبي صلى الله عليه وسلم سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي هل لك يا أبا غزوان أن تسلم قال نعم فأسلم فمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره فلما أصبح حلب له النبي شاة واحدة فلم يتم لبنها فقال له ما لك يا أبا غزوان فقال والذي بعثك بالحق لقد رويت قال إنك أمس كان لك سبعة أمعاء وليس لك اليوم إلا واحد"
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
١ - الحض على التقلل من الدنيا والحث على الزهد فيها والقناعة بما تيسر منها
٢ - فضيلة ابن عمر رضي الله عنه وتواضعه وحرصه على ما يقربه إلى الله
٣ - مؤاكلة أفاضل السلف للمساكين والتودد إليهم والانبساط لهم