للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرحمة للمخلوقين عامة ولأصوله خاصة حرم رحمة الخلق ورحمة أرحم الراحمين

-[المباحث العربية]-

(مائة جزء) في رواية (في مائة جزء) فتجعل في متعلقة بمحذوف لإفادة ظرفية الجنس في أنواعه قصدا إلى المبالغة وقال الكرماني "في" زائدة لأن المعنى يتم بدونها

(وأنزل في الأرض) وكان القياس أن يقال وأنزل إلى الأرض ولكن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض أو ضمن أنزل معنى وضع للمبالغة يعني أنزلها في جميع الأرض

(يتراحم الخلق) التفاعل ليس على بابه أي يرحم بعضهم بعضا أو على بابه من حيث أن الراحم ينبغي أن يرحم

(حتى ترفع الفرس حافرها) الحافر للفرس كالظلف للشاة والفعل بالنصب في جميع النسخ

(خشية أن تصيبه) المصدر الصريح مفعول لأجله والمنسبك من أن والفعل مجرور بالإضافة

-[فقه الحديث]-

قال المحدثون أن رحمة الله عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة صفة واحدة والتعليق غير متناه فحصره في مائة على سبيل التمثيل تسهيلا للفهم وتقليلا لما عندنا وتكثيرا لما عند الله وقيل العدد على الحقيقة وخص بذلك لمناسبة عدد درج الجنة التي هي محل الرحمة فكانت كل رحمة بإزاء كل درجة وهذا الرأي لا يلتفت إليه والأول جدير بالقبول وإنما خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف نفورا ولما فيها من الخفة والسرعة في التنقل فإذا تجنب ذلك أن يصل الضرر منها إلى ولدها رحمة به كان غيرها من باب أولى

<<  <  ج: ص:  >  >>