كل ما كان يرويه ذلك الشيخ الباكي إنما هو مجرد أكاذيبٍ وخرافاتٍ! والحق أقول أنني تأثرت بهذه القصة الحزينة، وقلت وقتها لنفسي: لا بد أن الشيعة على حق! وربما يكون هذا هو السبب الذي يدفع علماء السنة إلى عدم الخوض في موضوع الفتنة!
ثم مرت الأيام. . . . وازداد فيها يقيني بصدق الطرح الشيعي، وببطلان القصة التي يرويها أهل السنة والجماعة، وكم كنت أغضب حينما كنت أجد أحدًا من أصدقائي يتعرض للشيعة بكلمةٍ تمسّهم بسوء، وكنت أردد دائمًا: لماذا هذه النعرة الطائفية؟ ألا يتوجب علينا بدلًا من ذلك التركيز على العدو الخارجي؟ ثم جاء غزو العراق. . . ورأيت خيانة الشيعة هناك، ثم رأيت مذابحهم بأهل السنة والجماعة في شوارع بغداد، ثم رأيت ما فعله "حزب اللَّه" الشيعي في بيروت عام ٢٠٠٨ م، وكيف أنهم أغلقوا مساجد السنة ومنعوا المسلمين من الصلاة في مساجد بيروت، ثم أخذت أتابع الفضائيات الشيعية التي تدعو إلى تحريف القرآن، عند ذلك لجأت إلى كتب التاريخ الأصلية علّي أجد تفسيرًا لما يدور من حولي من ألغاز، فوجدت جميع الأجوبة التي أبحث عنها، والتي سأنقلها في الصفحات القليلة القادمة إن شاء اللَّه!
أزعم أن لدي من الجرأة ما يدفعني لكي أقول أن زمن تلك المقولة لـ (عمر بن عبدالعزيز) رحمه اللَّه قد انتهى، فزمن الأمويين الذي كان يعيش فيه عمر بن عبد العزيز كان زمن سلامٍ وفتوحات إسلامية لا مجال فيه لنكء الجروح، أمّا الآن فنحن نواجه حربًا ضروسًا يجب أن نتسلح لها جيدًا بالعلم، فمقدساتنا تُنتهك، وأصحاب النبي يُسبّون ليل نهار، وزوجات محمد يُتّهمن بشرفهن، والمدّ الإيراني الصفوي يتمدد كالأخطبوط، وشبابنا يضيعون أمام أعيننا، وكتاب اللَّه أصبح عرضةً للتحريف، وإسلامنا أصبح في مهب الريح، دين اللَّه أصبح في خطر، دين محمد وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية أصبح في خطر!!!
ولعل مقولة للإمام المجاهد الشيخ (عبد اللَّه بن المبارك) هي المقولة التي تناسب زماننا، حين سُئل الإمام أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟ قال:"واللَّه إن الغبار الذي دخل فى أنف معاوية مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: سمع اللَّه لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟! ".