ألا لا أرى ذا إمةٍ أصبحت به ... فتتركه الأيام وهي كما هيا
ألم تر للنعمانِ كان بنجوةٍ ... من الشرِ لو أن امرأ كات ناجيًا
فغير عنه ملك عشرين حجةٍ ... من الدهر يوم واحد كان غاويا
فلم أر مسلوبًا له مثل ملكِه ... أقل صديقا باذلا أو مواسيا
فأين الذين كان يعطي جياده ... بأرسانهن والحسان الغواليا
وأين الذين كان يعطيهم القرى ... بغلاتهن والمئين الغواديا
وأين الذين يحضرون جفانه ... إذا قدمت ألقوا عليها المراسيا
رأيتهم لم يشركوا بنفوسهم ... منيته لما رأوا أنها هيا
فقال لهم خيرا وأثنى عليهم ... وودعهم وداع أن لا تلاقيا
وأجمع أمرا كان ما بعده له ... وكان إذا ما اخلولج الأمر ماضيا
وفي ليلة من الليالي الهادئة في جزيرة العرب، رأى زهير بن أبي سلمى رؤيا عجيبة في منامه، فجمع أولاده، وقال لهم "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء! فإن كان فتمسكوا به، وسارعوا إليه! " وفي نفس السنة التي مات فيها هذا الشاعر العظيم في نجد، بُعث رجل اسمه محمد ابن عبد اللَّه في الحجاز، ليكون ابن زهير شاعرًا من شعراء الرسول! فمن هو ذلك الشاعر بن الشاعر الذي كان صاحب قصيدة "البردة"؟ ومن يكون رفاقه الذين شكلوا وإياه وزارة خطيرة في حكومة محمد؟