فلمصلحة من يحاول الشيعة نشر هذه الأكاذيب التي تدعم الموقف الصليبي؟!).
وزهير بن أبي سلمى كان واحدًا من أصحاب "المعلقات السبع"، وهي أعظم ما قالت العرب، والناظر لمعلقة زهير يجد فيها من التوحيد ما يثبت إسلامه وحسن أخلاقه، فمعلقته هي أجمل المعلقات، تناول فيها الحكمة الإنسانية النابعة من إيمانه الحنيفي الإبراهيمي، ولكنني سأترك معلقته لأذكر قصيدة له هي للأسف غير مشهورة، لأترك المجال للقارئ الكريم ليستشعر فيها عبق التوحيد الذي لا يخفى على عاقل يفقه شيئًا من لغة الضاد:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أن اللَّه حق فزادني ... إلى الحق تقوى اللَّه ما كان باديا
بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا
وإني متى أهبط من الأرض تلعة ... أجد أثرا قبلي جديدا وعافيا
أراني إذا ما بت بت على هوى ... وأني إذا أصبحت أصبحت غاديا
إلى حفرة أهدى إليها مقيمة ... يحث إليها سائق من ورائيا
كأني وقد خلفت تسعين حجة ... خلعت بها عن منكبي ردائيا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابقا شيئا إذا كان جائيا
أراني إذا ما شئت لاقيت آية ... تذكرني بعض الذي كنت ناسيا
وما إن أرى نفسي تقيها كريهتي ... وما إن تقي نفسي كرائم ماليا
ألا لا أرى على الحوادث باقيا ... ولا خالدًا إلا الجبال الرواسيا
وإلا السماء والبلاد وربنا ... وأيامنا معدودة واللياليا
ألم تر أن اللَّه أهلك تبعًا ... وأهلك لقمان بن عادٍ وعاديًا
وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى ... وفرعونَ أردى جندَه والنجاشيا