عرش العظماء لو أن أتباعه كانوا بكثرة أتباع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-! ولست واثقًا تمامًا إن كان هذا المؤرخ الأمريكي يعلم وهو يكتب مثل هذا الكلام السخيف أن بوذا مات منتحرًا في غياهب كهوف آسيا بعد أن فقد عقله وأصبح مجنونًا! ولكن الشيء الذي أنا واثقٌ منه تمام الثقة. . . هو أننا كمسلمين نصنف محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كأعظم المخلوقات التي خلقها اللَّه في التاريخ.
لذلك. . .
خطر ببالي أن أكتب كتابًا أستعرض فيه تاريخ الإسلام بشكلٍ شاملٍ. . . أضم بين ثناياه جميع الأحداث المهة التي مرت بأمة الإسلام. . . منذ نشأتها. . . وحتى يوم الناس هذا!
ولا أقصد بـ"أمةِ الإسلام" المفهوم الضيق المتعارف عليه بين معظم المسلمين والذي يُقصد به أتباع الرسول العربي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما أقصد بـ"الأمة" المفهومَ الأوسع لها، والذي يشمل كلَّ المسلمين الموحدين عبر جميع مراحل التاريخ البشري!
في هذا الكتاب. . . أصطحب القارئ الكريم في رحلة تاريخية ممتعة، نسافر فيها عبر جميع حقبات التاريخ الإنساني، ونكسر فيها حاجزي الزمان والمكان، لنتنقل سوية إلى بقاعٍ مختلفة في الكرة الأرضية، من اليابان شرقًا، إلى تشيلي غربًا، ومن السويد شمالًا، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا، لنسبر أغوار ١٠٠ عظيمٍ في أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ!
هؤلاء العظماء المائة -الذين لا أزعم أبدًا أنهم الأعظم- سيكونون على أشكالٍ مختلفة، فالعظيم في هذا الكتاب قد يكون رجلًا، أو امرأة، مجموعة اجتماعية، أو قومية عرقية، قائدًا أو جنديًا، عربيًا كان أو أعجميًا، أو قد يكون ذلك العظيم عالمًا مخترعًا، أو شاعرًا أديبًا، شهيرًا يشار إليه بالبنان، أو مجهولًا ضاع في غياهب النسيان، مرتبًا أسماءهم بمنهاجٍ -أزعم أنه مبتكر- لا يُراعى فيه تفاوتهم في الفضل أو العظمة، فضلًا على أن يُراعى فيه بُعدا الزمان والمكان، ليقصَّ لنا كل عظيمٍ منهم قصة الإسلام في الزمان الذي ظهر فيه، والبلاد التي خرج منها، حتى إذا ما وصلنا إلى العظيم المائة، نكون قد أخذنا صورة شاملة لتاريخ الإسلام. . .