وبالرغم من يقيني الكامل أن هذه الصورة إنما هي صورة مصغرة للتاريخ الإسلامي (الذي اكتشفت بعد انتهائي من كتابة هذا العمل أنه تاريخٌ أوسع بكثيرٍ مما توقعت!)، وبالرغم من إدراكي التام أن عظماء الإسلام لا يمكن حصرهم أبدًا، حاولت مجتهدًا على مدى أكثر من عام من العمل المتواصل أن أختار مائة نموذج إسلامي نستطيع من خلالهم استعراض قصة الإسلام على مرِّ العصور، آخذًا في عين الاعتبار أن يكون عرضي التاريخي لكل عظيم منهم مناسبُا لطبيعة الغرض المصاحب له، فتارة يكون الغرض هو السرد التاريخي البحت، وتارة يكون الغرض هو الدفاع عن صاحب تلك الشخصية، وتارة يكون الغرض منصبًا في الأساس على رد الشبهات الخطيرة التي ألقيت جزافًا على الإسلام، وتارة أخرى يكون غرضي هو الهجوم على أعداء الأمة!
في هذا الكتاب. . . سنحاول الإبحار في تاريخ السيرة النبوية، وحكايات الصحابة، وقصة دول الخلافة المتعاقبة، وقصة الدول المستقلة، وقصة الصليبيين، وقصة التتار، وقصة الاستخراب (الاستعمار) الأوروبي في القرنين الأخيرين، وقصة الفتنة، وقصة الردة، وقصة الفتوحات، وسنحاول جاهدين معرفة سر الشيعة، بدايتهم، خصائصهم السبع، عقيدتهم، خطرهم، مخططاتهم المستقبلية، وسنحاول في هذا الكتاب دراسة قصة الحضارة الإسلامية، مميزاتها، منجزاتها، أهم علمائها، سندرس كيفية بناء الإمم، وكيفية انحدارها، وسنأخذ تاريخ الأندلس كمثالٍ حي على ذلك، سنفصل تاريخ الأندلس بشكل مستفيضٍ إلى حدٍ ما، سندرس قصة الفتح الإسلامي في هذا البلد، وسنعرج على قصة الإمارة الإسلامية هناك، ومن ثم على قصة الخلافة الإسلامية في قرطبة، وقصة ممالك الطوائف، ثم نفصل قليلًا في قصة إمبراطورية المرابطين، فالموحدين، ثم ندرس سقوط الأندلس، أسبابه، ارهاصاته، ثم ندرس حال المسلمين الأندلسيين بعد السقوط، وقصة الانتفاضة الشعبية الكبرى هناك، وأخيرًا نتطرَّق إلى قصة محاكم التفتيش المرعبة في الأندلس، نتسلل من خلالها إلى أقبيتها السرية، وآلات التعذيب المخيفة، ثم نبحر في هذا الكتاب مع الأسطول الإسلامي العملاق، لندرس حكاية "معركة بروزة الخالدة" أكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام، ثم نستمر بالإبحار في هذا الأسطول الإسلامي العثماني، حتى نصل سوية إلى شواطئ الأمريكيتن، لندرس هناك قصة الهنود الحمر، ونذكر أسرارًا خطيرة تكشف لأول مرة عن تاريخهم وعن