للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البقرة: ٤٧] يا بني إسرائيل معناه: يَا أولاد يعقوب، وإسرائيل معناه بالعبرية: عبد الله، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وإنَّما ناداهم بهذا النداء يا بني إسرائيل ونسبهم إلى هذا النَّبِيّ الكريم ليبعثهم بذلك على امتثال الأمر واجتناب النهي، كما تقول العرب لمن يستحثونه للأمر: يَا ابن الكرام افعل كذا.

وقوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ} المرادُ بالذكر هنا: ذكرٌ يحمل على الشكر، ومن شكر تلك النعمة المأمور به تصديقُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، واتباعه فيما جاء به؛ ونعمتي اسمُ جنسِ مضاف إلى معرفة فهو من صيغ العموم كما تقرَّر في الأصول، فمعنى نعمتي؛ أي: نِعَمي، كقوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: ١٨]؛ أي: نعم الله، وكقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: ٦٣]؛ أي: أوامره، ومن هذه النِّعم التي ذكَّرهم بها حملًا على شكرها إنجاؤهم من عدوِّهم فرعون، وإغراق عَدُوِّهِم وهم ينظرون، ومنها تظليل الغمام عليهم، وإنزال المنّ والسلوى، وتفجير الماء من الحجر؛ إلى غير ذلك مما قص الله في كتابه.

وجرت العادة في القرآن أنَّ الله يمتنُّ على الموجودين في زمن

<<  <   >  >>