المذكورون في سورة الأعراف في قوله:{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا}[الأعراف: ١٥٥]، ومَنْ قال هذا القول قال: إنَّهم لَمَّا خرجوا مع موسى للميقات، سألوه أنْ يسأل الله أنْ يُسمعهم كلامه، فسأل لهم نبيهم ذلك، وأنَّه أمرهم أنْ يصوموا.
ولمَّا أراد الله أن يكلِّم موسى، وألقى عليه الضَّباب سمعوا كلام الله يأمر موسى وينهاه، فبعد أنْ سمعوا كلام الله وعقلوه حَرَّفوه، قالوا: سمعناه يقول في آخر الكلام: إنْ شئتم فافعلوا، وإنْ شئتم لا تفعلوا، فإذا كانوا يسمعون من الله كلامه، هذه السَّبعون المختارة منهم تسمع كلام الله وتُحَرِّفه وتُغَيِّره، فما بالكم تطمعون في إيمان مَنْ هذه صفتُهم، هذان الوجهان في قوله:{وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ}.
وبيَّنا مرارًا أنَّ همزة الاستفهام الإنكاري إذا جاء بعدها حرفُ عطف (كالفاء) كما في قوله هنا: أفتطمعون، و (الواو)، أو (ثمَّ)، أن فيها للعلماء وجهين معروفين:
أحدهما: أنَّ همزة الاستفهام تتعلق بمحذوف دلَّ المقامُ عليه، والفاء تعطف الجملة التي بعدها على الجملة المحذوفة التي دلَّ المقام عليها، والمعنى: أتطمعون فيما لا طمع فيه، فتطمعون أنْ