والمقالُ في ظاهره ردُّ على كتاب ألَّفَهُ المرحوم العلامة الشَّيخ محمَّد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
ولقد قال أحمد جمال في العلامة المرحوم مديحًا لا يزيدُه قليلًا ولا كثيرًا فوق ما وَصَلَ إليه في حياته الحافلة بتكريس جهوده للعلوم القرآنية مُدَرِّسًا بالجامعة الإسلامية، ومحاضرًا كلَّ عامٍ في هذه الأيام المباركة (رمضان) في حَصْوة الحرم المدني الشَّريف في القرآن الكريم وآي الأحكام، في دروسٍ يجتمع لسماعها من طلاَّب العلم الكثير والكثير.
واللَّهُ وحدَهُ يِعلم ما الذي دفع الأستاذ أحمد جمال بعد ثمانية أشهر من وفاة الشَّيخ (-رحمه الله-) في مكة المكرَّمة ليكتبَ مقالًا لا نخرج من الاستنتاج منه إلَّا أن الشَّيخ (-رحمه الله-) رأى في القرآن الكريم -أعوذ بالله- توهُّمًا واضطرابًا.
وهناك حقائق يحتاج الأستاذ أحمد محمَّد جمال إلى معرفتها، وأولُ هذه الحقائق أن ما توهمه مقالاتٍ نَشَرها الشَّيخ الشَّنقيطي في مجلَّة الجامعة الإسلامية لم يكن كذلك!! .. إذ إنَّ تلك المقالات هي صفحات من كتاب ألَّفه الشَّيخ الشَّنقيطي قبل تسعة عشر عامًا بالتَّمام