وهو في مقام أساتذتي، وأنا في مقام تلامذته بطوعي واختياري لا رغمًا عني ولا إكراهًا لي كما توهَّم المعقِّب المتعصِّب.
ثانيًا: أنا لم أقرأ مقالاتِ فضيلته إلا في مجلَّة الجامعة الإسلامية، وكونها قد نُشرت في كتابٍ قبل تسعة عشر عامًا لا تأثير له في النَّقد أو التَّعقيب، وليس مفروضًا فيَّ أو في غيري من الكُتَّاب أو النُّقاد أن يقرأوا كلِّ ما صَدَرَ من الكتب والمؤلفات في العالم شَرْقه وغَرْبه، فهذا أمْرٌ فوق طاقة البَشَر، ولا يوجد بل لن يوجدَ الإنسانُ الذي يَزْعُم هو نفسه أو يَزعُم له المتعصِّبون أنَّهُ أعلمُ النَّاسِ وأفقه النَّاس، ولا يجوز بحال من الأحوال أَنْ يتطاول إلى مقامه متطاولٌ أو يلاحظ على مقاله ملاحظٌ كما زعم الأخ أحمد الشَّنقيطي! وكلُّ عالم أو فقيه يؤخذ من مقاله ويرد عليه إلا الأنبياء المعصومين، وحسبنا أدبُ القرآن:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: ٨٥]، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف: ٧٦]، و {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: ١١٤].
وأنا طالبُ علمٍ أبدأ من المَهْد إلى اللَّحد، وسواء قرأت مقالات الشَّيخ في الكتاب أم في المجلة، فالمهم هو ما لاحظتُهُ عليها: هل هو حقٌّ وصواب أم خطأ وباطل؟ فإنْ كانت الأولى فالحمد للَّه على ما وفَّق وأعان، وإنْ كانت الأخرى فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.