للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير أنَّه بعدما وَصَلَ الشَّيخُ البلادَ المقدَّسةَ، وحَصَلَتْ معرفةٌ بينه وبين المسؤولين بها، استدعاهُ -وليُّ العهدِ آنذاكَ- الملكُ سعود بن عبد العزيز -على الجميع رحمةُ اللَّه- لزيارته بالرياض، فاستصحب معه فردًا خادمًا يرافقه.

وكان أَنْ أنشدَ هذا الخادمُ بين يدي وَلِيِّ العهد قصيدةً فيها من البلاغة، والتزام ما لا يلزم ما يعجز عن مثله فحولُ الشُّعراءِ، وهي هذه:

صَرَفَ الفؤادُ عن المِلاحِ غَرامَهُ ... من بَعْدِ ما كانَ الغَرامُ مَرامَهُ

كانتْ تُساقِطُهُ الفتاةُ حديثَها ... كالدُّرِّ يَهوَى أَنْ يبينَ كلامَهُ

واليومَ يهوى أنْ يَنالَ مُبَلِّغًا ... كَيْما يُبلِّغُ في الكلامِ سَلامَهُ

هذا سَلامٌ لائِقٌ بجَنَابِكُمْ ... يَرْعَى لِمَجْدِكُمُ التَّلِيدِ ذِمامَهُ

إذْ أَنْتمُ تَحْمُونَ دينَ مُحَمَّدٍ ... تَوحيدَهُ وحَلالَهُ وحَرامَهُ

أَيَّامَ كانَ الكُفْرُ ليلًا مُظْلِمًا ... والزيغُ يَرفَعُ في الورى أَعلامَهُ

فَسَرى نسيمُ العَدْلِ في أنحائِهِ ... كالرَّوحِ دَبَّ مشابِكًا أَجرامَهُ

مِنْ بَعدِ ما كانتْ تُباحُ دِماؤُهُمْ ... والحُرُّ يجعلُه الظَلومُ غُلامَهُ

إذْ كانَ ضَيفُ اللهِ فيهمْ خائِفًا ... يَجِدُ المَخافَةَ خَلْفَهُ وأمامَهُ

<<  <   >  >>