وقد روى عنه أكابر أهل المدينة، وهو صالح الحديث ما أعلم به باسًا، وقال ابن معين: إنما أدركه مالك بعد أن كبر وخرف. لكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف، وقال الجوُزجاني: تغيَّر أخيرًا، فحديث ابن أبي ذئب عنه مقبول لسنه وسماعه القديم، وقال ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه القدماء مثل ابن أبي ذئب، وابن جرج، وزياد بن سعد ..». اهـ من «التهذيب».
قلت: والراوي عنه هنا ابن أبي ذئب فالإسناد جيد، ورواه البزار «كشف»(٢/ ٥) من طريقين عن سفيان وصالح بن كيسان عن صالح مولى التوأمة به، ويشهد له ما تقدم.
طريق أخرى:
قال الإمام أحمد في «مسنده»(٥/ ٢١٨): حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد العزيز ابن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.
ورواه البيهقي (٥/ ٢٢٨) من طريق أحمد به.
ورواه أبو داود (٥/ ١٤٦)«عون» عن النفيلي عن الدراوردي به.
ورواه أبو يعلى (٣/ ٣٢) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» كلاهما من طريق الدراوردي.
وواقد ابن أبي واقد، قال ابن القطان: لا يعرف حاله، وذكره ابن منده في الصحابة، وكناَّه أبا مراوح، قال: وقال أبو داود: له صحبة اهـ. من «التهذيب».
وقال الحافظ في «الفتح»(٤/ ٧٤): إسناد حديث أبي واقد صحيح، قلت: ويعضدها ما تقدم.
وللحديث طريق أخرجه الطبراني في «الأوسط»(٣/ ١٩٢)(مجمع البحرين). من طريق عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر بنحو ما تقدم، وعاصم ضعيف.