وقد تخاف المرأة العاقلة البصيرة من زوجها نشوزاً أو إعراضاً فلتعالج نفسها وبيتها بالمصالحة مع زوجها قبل الطلاق، ودفعاً للطلاق.
وقد عالجت السيدة سودة بنت زمعه - رضي الله عنها - أمرها عندما كبر سنها واستغنت عن الرجال فتنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة.
وحسبها أن تبقى من أمهات المؤمنين {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}(سورة النساء آية: ١٢٨) .
فعظوهن - الوعظ خطاب للعاطفة
والمرأة أكثر عاطفة من الرجل من هنا كان خطاب العاطفة للمرأة أقرب للمشاعر، وأهدى للنفس.
(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)
جاء في كتاب "التاج المذهب" في فقه الزيدي:
والهجر في المضجع لا في الكلام. لأن الهجر في الكلام منهي عنه إذا زاد عن ثلاثة أيام، أمَّا الهجر في المضجع فقد يستمر شهراً.
والهجر في المضجع يجعل الذين يعيشون معهما لا يشعرون بشيء.
وخصوصاً الأولاد حفاظاً عليهم من العُقد النفسيّة. وحتى لا تتدخل الأسرة كحماته وأمه في الموضوع.
(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) . فيخطئ من يفهم من الآية الكريمة هجر المضجع. والمبيت في مكان آخر. فالمطلوب هي في المضجع.
وهجرها في المضجع عقوبة للزوجين من الناحية الجسدية ولكنه من الناحية النفسية للمرأة أشد.
لأنها على يقين من ضعفها، لذلك تستخدم فتنتها بدلاً من القوة، وهي مطمئنة أن سلاح الفتنة أقوى، فإذا قاربت الرجل مضاجعة له، وهي في أشد حالاتها إغراء، ثم لم يستجب لها فسوف ترى الرجل في أقدر حالاته، ويكون جديراً بهيبتها وإذعائها. فهذا تأديب نفسي وليس تأديباًَ جسدياً لها.